اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
184858 مشاهدة print word pdf
line-top
عجائب صغار المخلوقات تدل على عظمة الله

...............................................................................


وكذلك أيضًا صغار المخلوقات فيها أيضًا عجائب لا يدركها إلا الذي خلقها، لو تأملنا مثلًا في خلق هذه البعوضة؛ الناموسة التي هي من أصغر ما نشاهده من المخلوقات هذه البعوضة لها عينان تبصر بهما أقوى بصرًا من الإنسان بحيث إنها تبصر مسام الجلد المسام التي يخرج منها العرق؛ ولذلك تنزل عليها لدقتها وتغرس فيها هذا المنقار الذي هو أشبه بالحربة تغرسها ثم تصل إلى الدم، وتمتص منه شبيه بخرطوم أكبر المخلوقات التي نشاهدها وهو خرطوم الفيل لها خرطوم شبيه بخرطومه تغرسه. من الذي علمها أن هذا المكان الرقيق هو الذي يمكن أن يخرقه خرطومها؟ لها أرجل، ولها أيدي، ولها أمعاء تصرف فيها ذلك الطعام الذي تمتصه. فالذي خلقها على هذه الصغر وجعل فيها هذه الأعضاء قادر على أن يخلق كل شيء ولا يعجزه شيء.
إذا عرفنا عظمة هذه المخلوقات التي أخبر الله تعالى عنها، وفصلت في الأحاديث وفي الآثار فإن عظمتها تدل على عظمة الخالق؛ الخالق لكل شيء و الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى يعني هدى كل مخلوق إلى ما يصلح حالته، وجعل لكل مخلوق رزقًا يقتات به، وسخر لكل منها ما تبقى معه حياته.
ومع ذلك فإنه سبحانه رقيب على عباده: وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا أي: مراقب لهم عالم بأحوالهم وصف نفسه بالعلم في قوله تعالى: وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ورقة من أوراق الأشجار التي هي على وجه الأرض ما تسقط من ورقة إلا يعلم متى تسقط وسبب سقوطها وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ حبة ولا أصغر شيء يدركه البصر وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ .

line-bottom